المملكة وكوريا تضعان حجر الأساس لمشروع الزراعة الذكية في الرياض

في العاصمة الرياض، قام المهندس منصور بن هلال المشيطي، نائب وزير البيئة والمياه والزراعة، والدكتور بارك بيوم سو، نائب وزير الزراعة والأغذية والشؤون الريفية الكوري، بوضع حجر الأساس لمشروع طموح للزراعة الذكية. يهدف هذا المشروع الرائد إلى إحداث نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي، وتحسين الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، فضلاً عن تعزيز التعاون المثمر في مجال المزارع الذكية بين البلدين.
وفي معرض حديثه بهذه المناسبة، أكد المهندس المشيطي أن هذا المشروع يشكل علامة فارقة ومنعطفاً هاماً في مسيرة الزراعة العصرية والمتطورة، واصفاً إياه بأنه نتاج جهود متضافرة ومشتركة، ترمي إلى تشجيع الابتكار والإبداع في القطاع الزراعي، بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتعزيز التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وشدد نائب وزير البيئة على أن هذا المشروع الحيوي، الذي يمثل شراكة استراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا، يجسد التقدم التكنولوجي الهائل والمذهل الذي أحرزته كوريا في ميدان الزراعة، إذ يجمع بين أحدث التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم، وإنترنت الأشياء واسع النطاق، والزراعة العمودية المبتكرة، وذلك لمواجهة التحديات الزراعية الراهنة بأساليب ناجعة وفعالة. وأشار إلى أن هذا المشروع الواعد سيسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل الزراعية، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حياة المزارعين الأعزاء والمستهلكين على حد سواء.
ويقع هذا المشروع الاستراتيجي في رحاب المركز الوطني لبحوث الزراعة والثروة الحيوانية، ويمتد على مساحة إجمالية تقدر بنحو 4,000 متر مربع. ويشتمل على مزرعة عمودية متكاملة، مخصصة لزراعة أوراق الخضراوات الطازجة، والفراولة الشهية، والفطر بأنواعه المختلفة، وذلك بالاعتماد على نظام الحاويات المطورة. كما يضم المشروع بيتاً محمياً زجاجياً فائق التطور، ومجهزاً بأحدث التقنيات الزراعية الكورية المتطورة، والتي تساهم بدورها في تقليل استهلاك المياه الثمينة، وترشيد استخدام الأسمدة، وزيادة حجم الإنتاج الزراعي.
ويرتكز المشروع بشكل أساسي على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وذلك لضبط وتنظيم كميات المياه المستخدمة، وتجميع البيانات وتحليلها بدقة، بهدف الخروج بتوصيات عملية بشأن الأصناف الزراعية القابلة للزراعة في أنظمة الزراعة العمودية. وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد المشروع على نظام القواعد المتحركة الذكية، والتي تساعد بدورها في زيادة الكثافة الإنتاجية إلى أكثر من الضعفين، مقارنة بالبيوت المحمية الزجاجية التقليدية. هذا فضلاً عن استخدام روبوتات زراعية متطورة، تعمل بالذكاء الاصطناعي، وذلك لجمع البيانات وتحليلها، وتسهيل وتسريع عمليات الخدمة الزراعية وعمليات الحصاد.
ويمثل إنشاء هذا المشروع التجريبي للمزرعة الذكية خطوة جبارة وحاسمة نحو تحقيق الأمن الغذائي المستدام في المملكة العربية السعودية، حيث أن استخدام التقنيات الحديثة وأنظمة الزراعة المتطورة يسهم بشكل فعال في تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، ودمج التقنيات الرقمية المتميزة (مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم وتحليل البيانات الشامل) مع السياسات الزراعية للمملكة.
